2013 كانت سنة فاصلة في حياتي. السنة دي هي اللي اتجوزت فيها... واللي سيبت فيها شغلي. فضلت 6 شهور أو أكتر، بدور علي شغل جديد.
لما عرفت أشتغل أخيرًا. لسه فاكر أنا عيطت قد إيه لما الـ HR كلمتني وعرفت إني اتقبلت. السعادة اللي كنت فيها ساعتها كانت مش عادية. حسيت إن مشاكلي كلها اتحلت وإني هافضل سعيد كده طول حياتي. بس الواقع مطلعش زي ما كنت فاكر.
بعد كام سنة، أدركت إن سعادتي مابقتش في المكان ده. مقدرش أقول إني كنت تعيس، بس كان عندي إحساس إنه عادي. الحماسة اللي كانت عندي مابقتش بنفس الدرجة. فكرت إني أغير المكان اللي بشتغل فيه. أنا حتى غيرت مجال شغلي تمامًا. بس فضلت بلف في نفس الدايرة، أتحمس أوي في الأول... وبعد وقت قليل، أحس إن اللي أنا فيه واللي أنا بعمله مش كفاية.
في يوم كده، قابلت واحد صاحبي كان بقالي كتير ماشفتوش. كل واحد فينا قعد يحكي للتاني عن اللي حصل في حياته الفترة اللي فاتت. حكالي عن كتاب هو كان لسه مخلصه اسمه الخيميائي (The Alchemist). الكتاب كان بيتكلم عن ولد صغير بيدوّر على "كنز"؛ الولد ده سافر في رحلة طويلة قابل فيها أنواع مختلفة من المخاطر والتحديات، عشان في الآخر يكتشف إن مفيش كنز... وإن الكنز الحقيقي في الرحلة نفسها.
لقيت بعد كده كل شوية القصة دي تيجي على بالي. طول عمري وأنا مقتنع إن السعادة موجودة في حتة أو في حاجة معينة، وإن الهدف من الحياة هو إني أدوّر على الخريطة اللي توصلني للمكان ده. المشكلة إن الرحلة دي ماكنتش بتخلص. لدرجة إني بقيت شايف إن الحياة ديه زي ما أكون بجري في ماراثون، وكل ما أفتكر إني قربت أوصل و أكسب السبق، يطلع في الآخر إن النهاية ديه مجرد سراب.
الحقيقة إن المشكلة كانت عندي أنا. مكنش عندي رضا بالواقع اللي انا عايشه، دايماً كنت بدور علي الأحسن. علي السراب ابتديت أفكر "ماذا لو إن الواقع ده هوا الأحسن؟"، "إيه اللي هيحصل لو مفيش حاجة بعد كده؟" .لو معنى الحياة مش التدوير على حاجة معينة، الوصول لمركز، أو لمكان؟ "إيه اللي هيحصل لو الكنز فعلاً في الرحلة"؟.
بالوقت ابتديت أومِن إن بعد ما تحقق الاحتياجات الأساسية للحياة (زي الأكل، المياه، والمأوى...)، مفيش حاجة تانية ممكن تشتريها أو تحققها تخليك مبسوط اكتر. مهما كان نوع الإنجاز أو النجاح ( حتي لو ساعتها حسينا إننا طايرين في السما)، الشعور ده هيروح بعد فترة وهنرجع لنفس نقطة البداية.
في 2013، أنا ماكنتش فاهم إيه هي السعادة. و في 2020 ابتديت أفهم إن السعادة بتبدأ من جوا، بتبدأ بالرضا بالحاجات اللي موجودة. لما أنا ماكنتش مبسوط، ده ماكنش عشان اللي عندي مش كفاية. أنا ماكنتش مبسوط عشان مش عارف أبقى راضي. الهوس بالبحث عن "الكنز" خلاني ماشفش الحاجات الحلوة اللي في حياتي.
أنا أخدت وقت طويل عشان أقدر أترجم الأفكار دي كلها لخطوات أخدها في حياتي. بدأت بالتركيز إني أكون واعي للي بيحصل حواليا. أقَدّر و أستمتع بالرحلة نفسها. ابتديت meditation كل يوم لمدة عشر دقائق. الوقت ده كنت بستغله إني أتعلم ازاي أتعامل مع الأفكار العشوائية و السلبية اللي بتطلع في دماغي. و مع إن عشر دقايق مش وقت طويل بس كان بالنسبالي كانت البداية إني أقف وقْفة في عالم على طول بيجري.الوقفة ديه بتعلمني إن حتى لو انهاردة كان يوم وحش و مليان مشاكل... أنا عندي اللي يكفيني، وزيادة!
Comments